ترددٌ وحذر شديد يخيمان على سوق التأمين العالمي تجاه التغطية الكاملة للمخاطر التي يفرضها الذكاء الاصطناعي. فقد كشفت صحيفة فاينانشال تايمز أن شركات التأمين باتت تترنح أمام إغراء المطالبات المليارية المحتملة، مفضلةً الابتعاد عن «شبكة الأمان» التي تسعى إليها الشركات الرائدة في هذا المجال.
تواجه شركتا الذكاء الاصطناعي الأمريكيتان، «أوبن إيه آي» و«أنثروبيك»، صعوبات جمة في تأمين حماية شاملة ضد المخاطر القانونية المرتبطة بنماذجهما الثورية. ووفقاً للصحيفة، فإن ضخامة التعويضات المحتملة هي السبب الرئيسي لرفض شركات التأمين توفير غطاء كامل.
وفي محاولة لتأمين الحد الأدنى، تمكنت «أوبن إيه آي»، عبر وسيط التأمين العالمي Aon، من الحصول على تغطية تبلغ حوالي 300 مليون دولار لمخاطر الذكاء الاصطناعي. إلا أن هذا المبلغ، بحسب مصادر مطلعة، «يقل كثيراً عن حجم التعويضات المحتملة في الدعاوى القضائية المليارية»، مثل قضية انتهاك حقوق النشر المرفوعة ضدها من قبل صحيفة نيويورك تايمز.
وفي مواجهة هذا الرفض التأميني، تدرس «أوبن إيه آي» حلولاً مبتكرة لتغطية مخاطرها المليارية، بما في ذلك خيار «التأمين الذاتي»، من خلال تخصيص جزء من أموال مستثمريها لهذا الغرض. كما تدرس الشركة خيار إنشاء آلية تأمينية خاصة تُعرف باسم «كابتيف» (Captive)، وهي في الأساس شركة تأمين مملوكة للمؤسسة نفسها وتُستخدم لإدارة المخاطر داخلياً بكفاءة أكبر.
يُذكر أن هذه الهياكل التأمينية «الذاتية» ليست جديدة على وادي السيليكون؛ حيث تستخدم شركات تكنولوجية كبرى مثل مايكروسوفت وغوغل وميتا آليات مماثلة لتغطية مخاطر الإنترنت والأمن السيبراني.
