قطاع إعادة التأمين في الهند على أعتاب طفرة قوية في 2026

بوابة التأمين - وكالات

يستعد قطاع إعادة التأمين في الهند لتحقيق نمو ملحوظ خلال عام 2026، مدفوعًا بالمبادرات الحكومية، وإصدار تراخيص تأمينية جديدة، وبروز مدينة «جيفت سيتي» (GIFT City) كمركز مالي رائد، وفقًا لما أكده براتيك سينغال، الرئيس التنفيذي ونائب الرئيس ورئيس إعادة التأمين في «هاودن الهند».

وأوضح سينغال أن هذا التوجه لا يُعد مفاجئًا في ظل التغطيات الواسعة التي رصدت تطور المشهد التأميني في الهند خلال الفترة الماضية، حيث أعلنت عدة شركات إعادة تأمين عالمية ومحلية عن خطط لافتتاح مكاتب لها في «جيفت سيتي»، في مؤشر واضح على ثقتها بالإصلاحات التنظيمية وآفاق النمو في السوق الهندية.

وتتمتع «جيفت سيتي» بوضع «مركز الخدمات المالية الدولية» (IFSC)، ما يوفر بيئة تنافسية للشركات من خلال حوافز ضريبية، وإجراءات امتثال مبسطة، وإمكانية وصول أوسع إلى رؤوس الأموال الدولية.

وخلال العام الجاري، حصلت شركات مثل «بيك ري»، و«سنغافورة ري»، و«إيفرست ري»، و«ستار»، و«كوريان ري» على تراخيص مزاولة النشاط، في إطار سعيها لتعزيز حضورها في سوق آسيا والمحيط الهادئ.

وفي هذا السياق، قال سينغال في تصريحات لـ«ريإنشورنس نيوز» إن قطاع إعادة التأمين في الهند «على أعتاب طفرة كبيرة» خلال عام 2026.

وأوضح: «يعود ذلك بشكل رئيسي إلى طموحات الحكومة ضمن البرنامج الوطني للبنية التحتية (NIP)، إذ تؤدي الاستثمارات الرأسمالية الضخمة في قطاعات الطرق والطاقة والسكك الحديدية والتنمية الحضرية، إلى جانب استثمارات خاصة تُقدَّر بنحو 80 مليار دولار، إلى نشوء مخاطر معقدة تتطلب طاقات استيعابية كبيرة من قطاع التأمين».

وأضاف: «ومع وجود أكثر من 30 شركة تأمين في قطاع الممتلكات والتأمينات العامة، و24 شركة في تأمينات الحياة، فضلًا عن تراخيص جديدة قيد الإصدار، ارتفعت الأقساط المباشرة الإجمالية بأكثر من 20% في بداية السنة المالية 2026، ما يمهد الطريق لزيادة قوية في الطلب على إعادة التأمين».

وأكد سينغال أن «جيفت سيتي» تبرز بسرعة كمركز ريادي، مشيرًا إلى أن أكثر من 10 شركات إعادة تأمين عالمية حصلت بالفعل على تراخيص، في حين تسعى أكثر من 20 شركة أخرى لدخول السوق، وهو ما يعكس ثقة قوية في آفاق النمو طويلة الأجل للاقتصاد الهندي.

وأضاف: «ورغم أن أوضاع السوق العامة لا تزال مرنة نتيجة زيادة الطاقات الاستيعابية، فإن بعض القطاعات، مثل الممتلكات والبنية التحتية، والمسؤوليات والمخاطر الخاصة، والطيران، والتأمين البحري على هياكل السفن، تُظهر مؤشرات إيجابية. كما أن الحلول المبتكرة، مثل التغطيات البارامترية للكوارث الطبيعية، وسندات الضمان لمشروعات البنية التحتية، تعيد رسم دور شركات إعادة التأمين وتوسع نطاق مشاركتها في السوق الهندية».

ومع استعداد سوق إعادة التأمين في الهند لهذه الطفرة المتوقعة، يرى مراقبون أن السنوات المقبلة لن تشهد توسعًا في الطاقات الاستيعابية فحسب، بل أيضًا ارتفاعًا في مستويات الابتكار وتعزيز التعاون بين اللاعبين المحليين والدوليين.

وفي ظل الأطر التنظيمية الداعمة، وتزايد الاستثمارات في البنية التحتية، والمزايا الاستراتيجية التي توفرها «جيفت سيتي»، تبدو الهند مؤهلة لترسيخ مكانتها كمركز بارز في خريطة إعادة التأمين العالمية.

ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *