تكبدت أكبر شركتين لإعادة التأمين في ألمانيا تكاليف ناهزت ملياري دولار خلال أول ثلاثة أشهر من عام 2025، بسبب تعويضات العملاء عن خسائر حرائق الغابات في مدينة لوس أنجلوس الأمريكية مطلع العام الجاري.
وقالت أكبر شركة متخصصة في إعادة التأمين على مستوى العالم وفي ألمانيا «ميونيخ ري» في بيان، إن الإجمالي المتوقع لتكلفة تعويضات حرائق لوس أنجلوس يناهز 1.1 مليار يورو في الربع الأول.
بينما أوضحت «هانوفر ري» ثالث أكبر شركة إعادة تأمين في العالم، أنها تحملت صافي تعويضات بمقدار 631.4 مليون يورو بسبب حرائق غابات لوس أنجلوس خلال نفس الفترة. وبذلك يبلغ إجمالي التعويضات التي تحملتها الشركتان بسبب تلك الحادثة قرابة 1.73 مليار يورو (1.9 مليار دولار).
وتقدم شركات إعادة التأمين خدماتها لشركات التأمين التي تتعامل بدورها مع العملاء بصورة مباشرة، ولا تدخل برامجها التعويضية حيز التنفيذ غالباً إلا إذا بلغت الخسائر نحو 400 مليون يورو (444.4 مليون دولار).
وإعادة التأمين هي عملية تأمين شركات التأمين نفسها. فعلى سبيل المثال، تُبرم شركات التأمين الأولية مثل «أليانز» عقودًا مع شركات إعادة التأمين، للتحوّط ضد التكاليف الباهظة التي قد تنجم عن الكوارث الطبيعية. وتُعد أميركا الشمالية المنطقة الأكثر تضررًا من الكوارث الطبيعية عالميًا، كما تمثل السوق الأجنبية الأهم بالنسبة لشركة «ميونخ ري» الألمانية، وفق وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ).
وقال المدير المالي لـ ميونخ ري ، كريستوف يوريكا، إن نتائج الربع الأول من عام 2024 كانت جيدة بشكل استثنائي بسبب انخفاض المطالبات، في حين أن هذا الربع شهد عبئًا كبيرًا. وأضاف: «هذه التقلبات طبيعية، وعادةً ما تتوازن على مدار الأرباع».
ولم تكن حرائق كاليفورنيا هي العبء الوحيد على ميونخ ري؛ إذ انخفضت عائدات الاستثمارات الرأسمالية على أساس سنوي من نحو 2.2 مليار يورو إلى 1.3 مليار يورو، ويُعزى ذلك في المقام الأول إلى الخسائر في قيمة الأوراق المالية ذات الدخل الثابت.
كما ساهم ضعف الدولار الأميركي في تراجع الأرباح؛ إذ سجلت نتائج فروق أسعار الصرف مكاسب بقيمة 277 مليون يورو في الربع الأول من عام 2024، لكنها تحولت إلى خسائر بقيمة 506 ملايين يورو في الربع الأول من هذا العام.
ومع ذلك، اعتبر يوريكا أن تحقيق الشركة أرباحًا فصلية تزيد قليلًا على مليار يورو دليل على قدرتها على مقاومة الأزمات. ولا تزال «ميونخ ري» تتوقع فرصًا تجارية إيجابية خلال الأشهر المقبلة، كما أبقت على أهدافها المعلنة لعام 2025 دون تغيير.