يعمل مُعيدو التأمين الآسيويون بشكل فعال على التوسع في الأسواق الخارجية المتقدمة كجزء من استراتيجية تهدف إلى تنويع وتكون أكثر مرونة في إدارة دورات الاكتتاب، وهو ما يُعتبر إيجابياً من الناحية الائتمانية؛ بحسب تقرير حديث صادر عن وكالة «إيه إم بيست – AM Best».
ومع تباطؤ الزخم الاقتصادي في الصين، ومواجهة الأسواق الناضجة مثل اليابان وكوريا الجنوبية لعوائق ديموغرافية واقتصادية، أشارت وكالة التصنيف الائتماني في تقرير حديث إلى أن كبرى شركات إعادة التأمين في شمال آسيا اتجهت بشكل متزايد إلى الأسواق العالمية للحفاظ على النمو وتنويع المخاطر.
وقالت كريستي لي، المدير البارز في «إيه إم بيست»، إن كبرى شركات إعادة التأمين الأوروبية حددت منطقة آسيا والمحيط الهادئ كمصدر رئيسي للنمو على مدى العقد الماضي، والآن يتبع مُعيدو التأمين في آسيا والمحيط الهادئ استراتيجية مماثلة من خلال التوسع بشكل كبير في الخارج.
وتابعت لي: «مع تباطؤ الزخم الاقتصادي في الصين، ومواجهة الأسواق الناضجة مثل اليابان وكوريا الجنوبية لعوائق ديموغرافية واقتصادية، اتجهت كبرى شركات إعادة التأمين في شمال آسيا بشكل متزايد إلى الأسواق العالمية للحفاظ على النمو وتنويع المخاطر».
كما أشار تقرير «إيه إم بيست» إلى أن شركات إعادة التأمين الآسيوية قد وسعت محافظها في مجال التأمين على الممتلكات والحوادث (P&C) بشكل كبير خارج أسواقها المحلية.
وأوضحت وكالة التصنيف الائتماني: «ارتفع متوسط مساهمة الأقساط الخارجية بين كبرى شركات إعادة التأمين في شمال آسيا من 22% في عام 2010 إلى 42% في عام 2024. وقد ركز التوسع الأولي على أسواق آسيا والمحيط الهادئ المجاورة، تلاه الدخول إلى الأسواق الناضجة، خاصة الولايات المتحدة وأوروبا».
وتُعتبر الولايات المتحدة، وفقًا للتقرير، الوجهة المفضلة لمُعيدي التأمين بسبب عمق سوقها وإمكانيات التنويع التي تقدمها، خاصة في خطوط تأمين المسؤولية.
وفي الوقت نفسه، ذكرت «إيه إم بيست» أن التوسع العالمي يوفر أكثر من مجرد النمو لشركات إعادة التأمين، فهو يدعم أيضًا كفاءة رأس المال من خلال تنويع المخاطر، ويزيد من عوائد الاستثمار عن طريق إطالة مدة الالتزامات، والأهم من ذلك، يبني القدرات اللازمة للنمو على المدى الطويل.
وخلصت وكالة التصنيف الائتماني إلى القول: «تحمل مخاطر الكوارث الإضافية ليس ضمن شهيتهم للمخاطر. فالتوسع في الخارج، خاصة في خطوط تأمين المسؤولية بالولايات المتحدة، يساعد على تحقيق التوازن في المحافظ الاستثمارية وإطالة آجال الالتزامات. وهذا يتيح تحقيق عوائد أعلى من خلال مطابقة استثمارات الدخل الثابت طويلة الأجل في بيئة أسعار الفائدة المرتفعة الحالية».
وفي حين يظل التضخم الاجتماعي مصدر قلق هيكلي في سوق تأمين المسؤولية بالولايات المتحدة، فقد تبنى مُعيدو التأمين الآسيويون نهجًا حذرًا وانتقائيًا في قطاعات المسؤولية الأقل تأثرًا بالتضخم، مستفيدين من عدم وجود سجل تاريخي للأعمال لديهم