تتوقع شركة SAS أن يشهد عام 2026 تحولًا جوهريًا في صناعة التأمين، حيث تنتقل تقنيات الذكاء الاصطناعي من دور المساعدة الثانوية إلى أن تصبح “نظام التشغيل” الجديد لشركات التأمين. فبعد سنوات اعتُبرت فيها هذه التقنيات مجرد أدوات مبتكرة، ترى الشركة أن الذكاء الاصطناعي سيصبح العمود الفقري للعمليات، من تحسين دقة الاكتتاب وتسريع تسوية المطالبات إلى دعم اتخاذ القرار في بيئة تتسم بتصاعد مخاطر المناخ وتقلبات الاقتصاد وتشدد المتطلبات التنظيمية.
ويشير مستشارو SAS إلى أن شركات التأمين الكبرى تستعد تدريجيًا للاستغناء عن أنظمة إدارة الوثائق التقليدية لصالح “مساعدي التأمين” المعتمدين على الذكاء الاصطناعي، اعتمادًا على مستويات عالية من الثقة في قدرات الجيل الجديد من النماذج التوليدية. كما يتوقع الخبراء أن تُسوى المطالبات البسيطة خلال دقائق بفضل أنظمة الذكاء الاصطناعي الذاتية، لكن تعزيز حوكمة الذكاء الاصطناعي سيصبح شرطًا أساسيًا لحماية ثقة العملاء وتقليل المخاطر المرتبطة بالتحيز أو الهجمات السيبرانية.
وترى SAS أن شركات التأمين ستعتمد بشكل أوسع على النماذج الاكتوارية المعززة بالذكاء الاصطناعي، بما يرفع كفاءة دورة الوثيقة ويُضيق فجوة الحماية العالمية المقدّرة بـ1.8 تريليون دولار. كما سيتحول الاكتتاب من نموذج قائم على القواعد إلى نموذج “علاقي” يتعلّم من بيانات العملاء عبر الزمن، ما يسمح بإعادة تقييم المخاطر بصورة ديناميكية. وستُمنح الريادة للشركات التي تدمج الشفافية والأخلاقيات في هذه النماذج التكيفية.
وفي ظل تصاعد تأثيرات التغير المناخي وتزايد تهديدات الاحتيال المدعومة بالذكاء الاصطناعي، يتوقع الخبراء أن تتجه الشركات إلى حلول متخصصة بدل الأنظمة الشاملة، مع توسع سوق التأمين السيبراني والتحول نحو اكتتاب أكثر تقنية. كما ستتزايد تعقيدات الامتثال التنظيمي مع دخول ولايات أمريكية جديدة مجال تنظيم الذكاء الاصطناعي، وهو ما سيدفع شركات التأمين إلى دمج الضوابط والحوكمة داخل منصاتها الرقمية لضمان الامتثال وتعزيز مرونة العمليات.






